المنصه الاولي للاستشارات القانونيه في مصر في كافة التخصصات القانونيه

عقوبة الحرمان من الميراث

0

نظراً لأن عقوبة الحرمان من الميراث، فقد جاء الإسلام بأحكام تضبط وتنظم قضية الميراث، وأيضاً للحفاظ على أموال أصحاب الحقوق حتى وإن كانوا ضعاف لا يقدرون على المطالبة بها مثل الأطفال والنساء وغيرهم، ومن حكم فرض أحكام المواريث منع الخلافات  بين ذوي المتوفى، حيث تندرج كل الأحكام المنظمة لتوزيع تركة المتوفى تحت مسمى علم المواريث.

فقد ورد في  القرآن تسمية “فريضة” للإشارة إلى النصيب المخصص للفرد من الميراث، وجاء ذلك في قول الله عز وجل في سورة البقرة (فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ) بمعنى قدرتم، وإن مصطلح الفريضة مشتق من الفرض، بمعنى التقدير، فمن خلال مقالنا سوف نتعرف على تفاصيل أكثر حول أحكام المواريث و ضوابطها.

ما هي عقوبة الحرمان من الميراث

عقوبة الحرمان من الميراث

تنشأ الكثير من المشاكل بين الأسرة بسبب الميراث وتقسيم التركة بعد وفاة المورث، وقد تصل في بعض الأوقات إلى منع الأخوة من حقهم الشرعي، فقد جرم القانون هذا الأمر وأوضح أن عقوبة الحرمان من الميراث ليست هينة، حيث تم وضع القانون رقم (219) لسنة 2017 بتعديل بعض أحكام القانون رقم (77) لسنة 1943 بخصوص المواريث، حل لمشكلة عدم تسليم أحد الورثة نصيبه الشرعي من الميراث، وسواء كان رجلاً أو امرأة.

وقد يأتي ذلك وفق لما تشمله المادة 49 من القانون، حيث أنها نصت على أنه مع عدم مخالفة أي عقوبة أشد ينص عليها أي قانون آخر، يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر، وأيضاً غرامة لا تقل عن عشرين ألف جنيه، ولا تتجاوز مائة ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من يمتنع عمداً عن تسليم أحد الورثة نصيبه الشرعي، أو منه إخفاء مستند يؤكد نصيب الوارث، أو امتنع عن تسليم ذلك المستند في حالة طلبه من أي من الورثة الشرعيين.

عقوبة الحرمان من الميراث

فتكون العقوبة الحبس الذى لا تقل مدته عن سنة، ويجوز الصلح فى الجرائم المنصوص عليها في هذه المادة في أي حالة تكون عليها الدعوى، حتى بعد صدور الحكم، ولكل من المجني عليه، أو وكيله الخاص، ولورثته أو وكيلهم الخاص، أيضاً للمتهم أو المحكوم عليه، أو وكيلهم الخاص، إثبات الصلح في الجرائم هذه أمام النيابة أو المحكمة.

وقد يترتب على الصلح انقضاء الدعوى الجنائية، ولو كانت مرفوعة بطريق الادعاء المباشر، وقد تأمر النيابة العامة بوقف تنفيذ العقوبة إذا تم الصلح في وقت تنفيذها.

حقوق واجب قضائها من الميراث

أمر الله بتقسيم الميراث على الورثة المستحقين، أو ما يعرف بأصحاب الفروض، أو بالتعصيب، كما سوف نذكر لاحقا، لكن الشرع قد حدد حقوق واجبة الأداء بالميراث من قبل توزيعه على مستحقيه، وهي كما يأتي:

  • إن الحق الأول هو تجهيز الميت، يعني بذلك توفير ما يحتاجه جثمان الميت من الكفن، والغسل، والدفن يكون على الطريقة الشرعية.
  • إن الحق الثاني هو سداد جميع ديون الميت إن وجدت، ويجب أن يتم سداد هذه الديون قبل تنفيذ الوصية.
  • إن الحق الثالث، قبل توزيع التركة وبعد تسديد الديون، هو تنفيذ وصية الميت المشروعة من ثلث التركة فقط،
    و المقصود بالوصية المال الذي يوصي الإنسان قبل وفاته أن يذهب لأشخاص بعينهم.

ما هي شروط المواريث

بعد ما تحدثنا عن عقوبة الحرمان من الميراث، سنتحدث الآن على شروط المواريث،
حيث حدد الفقهاء ثلاثة شروط للحصول على الميراث، سوف نفصلها فيما يلي:

الشرط الأول هو وفاة المورث حقيقة

 هذا بمعنى أن يتم التحقق من الوفاة بالمشاهدة، أو شهادة عدلين، أو بموت المورث حكماً،
ويكون ذلك في حالة الشخص المفقود إذا مرت المدة المحددة في البحث عنه.

التحقق من حياة الوارث بعد موت المورث

ويتم ذلك حتى ولو امتدت حياة الوارث للحظة، ويكون التحقق من حياة الوارث حقيقة، أيضاً يكون التحقق من حياة الوارث حكم، ومثال ذلك كأن يكون الوارث جنين، حيث يوضح الفقهاء أنه في حالة كان الوارث جنين فإنه لا يرث إلا بتحقق شرطين، أولهما وجود الحمل في الرحم حتى ولو كان مجرد نطفة في وقت وقوع وفاة المورث، والثاني خروج الجنين حي بحالة مستقرة.

الشرط الثالث للمواريث هو العلم بالسبب المقتضي للإرث

حيث أن ثبوت الإرث يلزم أن يكون بناءاً على صفات مثل الأبوة، والزوجية، والولاء.

ما هي أسباب الميراث؟

بعد ما تعرفنا على عقوبة الحرمان من الميراث، سنتحدث الآن عن أسباب الميراث،
حيث أن الشرع حدد  ثلاثة أسباب إلى الإرث وهي، النسب والنكاح والولاء، وسوف نفصلها فيما يأتي:

  • السبب الأول هو النكاح: وهذا يقصد به الزواج الشرعي بين الرجل والمرأة، وقد فسر الله سبحانه وتعالى في سورة النساء نصيب الأزواج من تركة بعضهم البعض.
  • السبب الثاني هو النسب أو القرابة بين إثنين سواء كانت بعيدة أو قريبة: حيث في هذه الحالة يتم تقسيم القرابة إلى ثلاثة أقسام، أولها الأصول ويقصد بهم الآباء، وآباؤهم وإن علوا، ثانيهم الفروع وهم الأبناء وأبناؤهم وإن نزلوا، ثالثهم الحواشي فإن المراد بهم الإخوة وأبناؤهم، والأعمام وأبنائهم.
  • الميراث هو الولاء: حيث كان ذلك في عهد الرق، فعندما يعتق السيد عبده يصبح بينهما ما يسمى الولاء،
    وذلك كاعتراف بفضل من السيد ويكون الولاء قرابة حكمية بمقتضاها، حيث  يرث السيد عبده الذي أعتقه،
    ولكن العبد لا يرث شيئ من مال سيده، ولو لم يكن للسيد ورثة.

ما هي أركان المواريث

بعد ما تحدثنا عن عقوبة الحرمان من الميراث، سنذكر الآن أحكام المواريث،
حيث حدد الشرع ثلاثة أركان للمواريث لا غنى عنها لإتمام عملية توزيع المواريث، وهما الآتي:

  • المورث: فهو يقصد به الشخص الميت صاحب المال الذي ستنتقل جميع أمواله، وهي التركة إلى الورثة وهم أصحاب المال من بعده.
  • الوارث: فهو يقصد به الشخص صاحب الحق في مال المتوفى، حيث تكون تربطه علاقة به كما وضحنا فيما سبق.
  • الموروث: وهو يقصد به المال الذي يتركه المتوفى خلفه، سواء كان مال في صورته النقدية، أو عقارات، أو تجارة، أو ما يشابه ذلك.

تشريع المواريث

بسبب أن حفظ المال وحفظ النفس من المقاصد الأساسية للشريعة الإسلامية، فقد جاء تشريع المواريث لإقرار الحقوق في أموال التركة، وذلك  حتى لا يذهب مال المتوفى لمن يتجرأ على الاستحواذ والاستيلاء عليه بالقوة.

وفي ذلك التشريع دفعاً للتنازع بين الناس، وحتى لا يصبح المال غنيمة للذي يملك القوة والبطش،
أيضاً لم يترك الشرع مال المتوفى بلا صاحب، وذلك حفظاً لمصالح العباد وأموالهم التي تقوم بها حياتهم.

وقد طمأن الشرع أقارب الميت على مصير أموال ذويهم، فحدد لكل منهم نصيب مفروض، فإذا توفى المسلم كان مصير أمواله واضح بتقسيمه على أقربائه بالعدل، الأقرب فالأقرب من أولئك الذين يعدون امتداد للمتوفى كالأولاد، والأب، ومن يليهما من درجة القرابة.

تابع المزيد: سقوط الحق في دعوى نفقة المتعة

ما هي العوائق التي تمنع الميراث ؟

عقوبة الحرمان من الميراث

بعد ما ذكرنا سابقاً عقوبة الحرمان من الميراث، سنتحدث الآن عن العوائق التي تمنع الميراث،
حيث ذكر الفقهاء ثلاثة موانع تعطل التوريث، سوف نذكرها فيما يلي:

  • العائق الأول هو اختلاف الدين: هذا يعني أنه لا يحق للمسلم أن يرث من مال الكافر، والعكس صحيح،
    فلا يكون نصيب للكافر في تركة المسلم.
  • العائق الثاني هو الرق أي العبودية.

هذا يعني أن العبد لا يرث سيده، حيث أن كل المال الذي يملكه العبد العبد ملك لسيده بطبيعة الحال.

  • العائق الثالث هو القتل.

حيث أن الشرع منع الشخص القاتل من ميراث المقتول، وذلك بغض النظر عن القتل إذا كان عمداً أو خطأ،
إلا أن بعض الفقهاء يرون أن القتل الخطأ لا يعتبر من ضمن موانع الميراث.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا والذي من خلاله تم توضيح عقوبة الحرمان من الميراث،
و تم التعرف أيضاً على حقوق المواريث  و شروط الميراث و تفاصيل أخرى حول أحكام المواريث.

Loading

Leave a comment