ما هي حالات الحرمان من الميراث
يعتبر الحرمان من الميراث محل للنزاع حيث تنشأ العديد من المشاكل بين الأسرة الواحدة بسبب الميراث وتقسيم التركة بعد وفاة المورث، وتصل إلى بعض الاحيان الى منع الأخوة من حقهم الشرعي خلال النزاعات والمفاوضات، والمواريث نظام إلهي وضعته الشريعة الإسلامية وصدقت عليه القوانين لتحديد الإرث للرجال والنساء يكون لدية مانع من الموانع للحجب عليه.
ويجوز حرمان الوارث من الإرث لأي سبب كان وفقا لما نصت الشريعة الإسلامية والقانون حيث جاء الإسلام بأحكام تضبط وتنظم قضية الميراث، حفاظا علي أموال أصحاب الحقوق حتى إن كانوا ضعافا لا يقدرون على المطالبة بها، وسنعرض فيما يلي أحكام وحالات الحرمان من الإرث.
حالات الحرمان من الميراث
هناك فرق بالمعنى بين الحجب والحرمان من الميراث، فالحرمان هو منع شخص من الإرث،
بسبب قيام أحد موانع الإرث، مثل القتل فالولد الذي قتل أباه يحرم من الإرث لوجود القتل،
والمحروم من الإرث لا يحجب غيره بل يعامل معاملة الميت عند تقسيم الإرث لفعله عامل من عوامل الحرمان من الإرث وهي:
المانع الأول القتل
حيث يعتبر القتل من اهم أسباب المنع من الميراث وأكثرها شيوعا وانتشارا،
وهذا يرجع إلى أن المشرع توسع في هذا السبب كعامل يمنع من الميراث فنجد أن المشرع جعل القتل مانع من موانع والحرمان من الميراث سواء كان القاتل فاعل أصلي
أو شريك محرض على القتل أو كان شهد شهادة زور أدت إلى إعدام المورث
أو كان قد اشترك في جريمة قلته بأي صورة من صور الاشتراك في الجريمة.
وأيضا ذهب المشرع إلى أبعد من ذلك وجعل الدفاع الشرعي الذي يقوم به الوارث ضد مورثة سببا للمنع من الميراث إذا كان الدفاع الشرعي فيه تجاوز،
والتجاوز معناه بكل وضوح أن يتعدى شخص على الآخر بعصا فيقوم بقتله مستخدم أي سلاح لديه.
اختلاف الدين المانع الثاني من الميراث
ويعتبر اختلاف الدين من الموانع والحرمان من الميراث التي نص عليها القانون أنه لا توارث بين مسلم وغير مسلم وأن غير المسلمين يتوارثون من بعضهم البعض،
ومعناه في القانون ما يلي:
- إذا كان المورث غير مسلم وكان له ورثة وكان أحدهم قد أشهر إسلامه فهنا لا يرث المسلم.
- وإذا كان المورث غير مسلم وكان قد أشهر إسلامه قبل الوفاة فهنا لا يرثه أحد من ورثته وتتحول تركته إلى الدولة.
- وإذا كان كان المورث قد أشهر إسلامه وكان أحد الورثة فقط قد أشهر إسلامه
أيضًا فهنا لا يرثه سوى هذا المسلم الأخير
المانع الثالث من الميراث وهو اختلاف الدارين
معنى اختلاف الدارين هو اختلاف الدولتين بين الوارث والمورث، لأنه كان يشترط في الفقه القديم انه يكون هناك اختلاف بين سلطتين حكمتين وجيشين حاكمين وهذا مانطلق عليه الدولة
وهذا المانع لا يأخذ به المشرع إلا إذا كانت الدولة الأجنبية تمنع الأجنبي عنها من أن يرث من أحد مواطنيها ففي هذه الحالة يأخذ بمبدأ المعاملة بالمثل ولا يرث الأجنبي.
حالات سقوط الميراث
سقوط الميراث معناه أن يسقط حق الوارث في تركة مورثه وهذا يختلف علي النحو التالي بأكثر من حالة وهي حالات سقوط الحق في الميراث:
الحالة الأولى
إذا كانت التركة محل النزاع بين الورثة وفي هذه الحالة يسقط حق الإرث بمضي 15 سنة تبدأ من انتهاء النزاع بين الورثة ووضع أحد الورثة يده علي الأموال التركة فهنا يكون قد كسب الملكية بالتقادم أي بمرور 15 سنة دون نزاع إلا إذا حصل نزاع خلال هذه السنين سواء كان نزاع قانوني أو غير قانوني فهذا النزاع أي كان نوعه يكون قاطعا لمدة لأن القانون.
يشترط لكسب الملكية الشئ بالتقادم وأن يكون في حيازة واضع اليد لمدة 15 سنة من الحيازة الهادئة أي دون حدوث أي نوع من أنواع النزاع في هذه الحالة يسقط حق الورثة في المطالبة بحقهم بمرور 33 سنة من وقت نشوء حق الإرث أي بوفاة المورث طالما أن النزاع كما سبق واشرنا كان على فترات متقطعة ويتم الحرمان من الميراث
الحالة الثانية
إذا لم يكن هناك نزاع بين الورثة وكان أحد الورثة قد وضع يده على أحد أموال التركة:
هنا يكسب هذا الوارث واضع يده على الأموال التركة ملكية هذه الأموال بمرور 15 سنة
من الحيازة الهادئة التي تحقق بعدم حدوث أي نوع من أنواع النزاع القانوني
أو الغير القانوني وفقا لما قد نظمه القانون المدني من شروط كسب الملكية وعدم الحرمان من الميراث
أهم وأبرز شروط المواريث
- الشرط الأول: ويعتبر في الطبيعة الحال هو وفاة المورث حقيقة أي أن يتم التحقق من الوفاة بالمشاهدة بالعين، أو شهادة عدلين شاهدين، أو بموت المورث حكما،
ويكون ذلك في حالة الشخص المفقود إذا مرت المدة المحددة للبحث عنه. - الشرط الثاني: من اللازم للتحقق من حياة الوارث بعد موت المورث،
حتى ولو امتدت حياة الوارث للحظة، ويكون التحقق من حياة الوارث حقيقة،
كما يكون التحقق من حياة الوارث حكما ومثال ذلك كأن يكون الوارث جنينا. - ويوضح الفقهاء أنه في حال كان الوارث جنينا فإنه لا يرث إلا بتحقق شرطين،
أولهما وجود الحمل داخل الرحم حتى ولو كان مجرد نطفة في وقت وقوع وفاة المُورِّث، والشرط الثاني خروج الجنين حيا بحالة مستقرة.
- الشرط الثالث: وتعد من شروط المواريث هو العلم بالسبب المقتضي للإرث حيث أن ثبوت الإرث يجب أن يكون بناء على صفات مثل الأبوة، والزوجية، والولاء.
أسباب الميراث
- السبب الأول: وهو النكاح ويقصد به الزواج الشرعي بين الرجل والمرأة،
وقد فصّل الله سبحانه وتعالى في سورة النساء نصيب الأزواج من تركة بعضهم البعض. - السبب الثاني: للميراث هو النسب أو القرابة بين اثنين سواء كانت قريبة أم بعيدة،
وهنا تنقسم القرابة إلى ثلاثة أقسام، أولها الأصول ويقصد بهم الآباء وآباؤهم وإن علوا،
وثانيهم الفروع وهم الأبناء وأبناؤهم وإن نزلوا، وثالثهم الحواشي والمراد بهم الإخوة وأبناؤهم، والأعمام وأبنائهم وهذا يعد عدم الحرمان من الميراث - السبب الثالث: للميراث هو الولاء وكان ذلك في عهد الرق، فعندما يعتق السيد عبده يصبح بينهما ما يسمى بالولاء،
كاعتراف بفضل من السيد ويكون الولاء قرابة حكمية بمقتضاها يرث السيد عبده الذي أعتقه، لكن العبد لا يرث شيئا من مال سيده،
|ولو لم يكن للسيد ورثة.
تابع المزيد: عقوبة الحرمان من الميراث
أركان المواريث
حدد الشرع ثلاثة حالات لا غنى عنها لإتمام عملية توزيع المواريث
- المورث ويقصد به الشخص الميت صاحب المال الذي ستنتقل أمواله
وهي التركة إلى الورثة وهم أصحاب المال بعده. - الوارث ويقصد به الشخص صاحب الحق في مال المتوفى تربطه علاقة بالمتوفي.
- الموروث وهو الأموال التي تركه المتوفى خلفه سواء كانت على صورة نقدية أو عقارات أو تجارة.
وختاما يجب علينا اتباع حالات الحرمان من الميراث وأهمية تطبيق القوانين واتباع الشريعة الإسلامية وعدم مخالفتها وعدم ارتكاب الجرائم لأخذ الحق كما هو مذكور وعدم الحرمان منه لمصلحتك الشخصية ومصالح الآخرين.